فتح الاستثمار في الاقتصاد الرقمي
بدأ التحول الرقمي؛ وبدأت الحكومات وخصوصاً العربية في التحرك في رسم خارطة الطريق للاقتصاد الرقمي الذي سيغير كثير من طريقة العيش، وفي رأي سامح فهمي صاحب موقع دهب، اصبح الاقتصاد الرقمى جزء لا يتجزأ من منظومة الاقتصاد العالمي لأنه مرتبط بالتطور التكنولوجي الذي بات أسرع من سرعة الحصان لكل 100 متر! وهناك من بدأ التحرك فعلياً لمواكبة هذه التطورات وهي الحكومة الأردنية حيث لديهم وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة وهذا يعكس مدى اهتمام الأردن الشقيق بريادة الأعمال في مجال الاستثمار في الإقتصاد الرقمى لأن ريادة الأعمال تنطلق من شباب طموح لديه رؤية ورسالة في الابداع الرقمي.
مدخل الى تعريف الاقتصاد الرقمي
ان الاقتصاد الرقمي هو اقتصاد جديد ظهر منذ بداية ثورة الإنترنت وتطور مع مرور الزمن بالتزامن مع التطور التكنولوجي المذهل خصوصاً لآخر خمس سنوات؛ فهو اقتصاد الويب في التعاملات الرقمية بجميع اشكالها عبرالانترنت والتعامل مع تلك المعلومات وحفظ المعلومات وبث المعلومات ونقل البيانات والداتا عبر شبكة رقمية معقدة جداً مرتبطة بملايين الحواسيب الشخصية والمؤسسية عبر العالم؛ والزبائن أصبحو زبائن رقمية حيث كل زبون يكون له كود رقمي (حساب خاص به) وجميع الشركات الكبيرة غالباً ما يكون لديها ملفات رقمية ومعلومات عن كل زبون، كما ظهرت الشركات الرقمية المعتمدة على تطبيقات أنظمة اندرويد وآبل IOS الشهيرة وغيرت تلك التطبيقات الرقمية حياة الناس فعلياً.
أصبح هناك ترابط بين تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جهة والإقتصاد القومي والقطاعي من جهة أخرى وبالتالي يؤدي هذا الترابط التكنولوجي الرقمي الى ربط القرارات الاقتصادية والقومية والقطاعي.
الإقتصاد الرقمى أصبح لاعب مهم في حياة الناس عامةً ولاعب مهم جداً لأصحاب الأعمال والمستثمرين وحتى اصحاب الأعمال التجارية التقليدية والحكومات وظهر واضحاً إهتمامهم البالغ بالتحول الرقمي ومواكبة التقدم التقني المذهل في ثورة الرقمنة الإقتصادية لأنهم اذا لم يواكبوا هذه التطورات السريعة جداً فجميعهم سيذهبون الى هباء الريح والإنقراض.
الاقتصاد الرقمي أصبح وجوده لا غنى عنه لأن تبعه العديد من أشكال التجارة الالكترونية مثال مواقع التجارة الالكترونية على الشبكة الرقمية ووصول جميع تلك المواقع الكبيرة الى يد المستخدم العادي مهما كان وجوده في أي مكان؛ وبالتالي فهي اصبحت منافسة بشراسة مع المتاجر التقليدية التي سيقل عليها في رأي المتواضع الاقبال عليها في السنوات القليلة القادمة لإقبال الناس وموافقتهم التامة على التحول الرقمي؛ حيث سهلت تطبيقات الهواتف الذكية مثل أندرويد وآبل IOS حياة الناس بطلب أي منتج ببضع نقرات ويصل المنتج الى أي مكان يختاره الزبون؛ فالماذا اذاً يذهب الزبون الى المحل ومعه في يده هاتفه الذكي يطلب من خلاله ما يشاء من منتجات.
ولد ايضا الايقتصاد الرقمى ما يسمى بـ الإستثمار الرقمي؛ اصبح الإستثمار الرقمي متمثلاً في الكثير من فروع وطرق ربح عائد من استثمار المال عبر الانترنت، ومثال ذلك واضحاً في مليارات الدولارات في أسواق التداول الرقمي فهناك منصات التداول في السلع الأولية مثل النفط، وايضا المعادن مثل الذهب والفضة والألماس وتداول العملات الدولية الكترونياً وتحقيق ارباح مالية طائلة من ذلك وهذا يعكس قوة الاستثمار الرقمي وما وسهولة وصول الناس اليه من خلال تطبيقات بسيطة وفتح حسابات تجريبية وتحويل الاموال الكترونياً عن طريق البنوك الالكترونية في ثواني معدودة.
وظهر تقنيات البلوكتشين وضوحاً جلياً في السنوات العشر الأخيرة وهي ثورة الجيل الرابع من الانترنت الرقمي وانترنت الأشياء وتكنولوجيا البلوكتشاين Blockchain حيث بدأت التطبيقات تتكاتف مع هذه التكنولوجيا الجديدة ثم بدأت بعض الحكومات في تقنين تلك المعاملات لتصبح تحت الرقابة المركزية وهذا الأمر حتمي حتى لا يحدث غش وخداع وأيضاً لمكافحة عمليات غسيل الاموال؛ هناك بعض الدول اعترفت بها قانونياً ودول اخرى لم تعترف بها؛ وبالتالي فالسنوات القادمة هي التي ستثبت ما سيحدث في تكنولوجيا البلوكتشين.
وفي النهاية أقول ان تكلفة الاستثمار في الاقتصاديات الرقمية تعد بسيطة مقارنة بالاقتصاديات التقليدية مثل الاستثمار العقاري والتي تحتاج الى بضائع وعمالة مدربة ومصروفات تشغيل ومصروفات بداية المدة وآخر المدة ومعدل الإهلاك السنوي للأصول؛ الاستثمار في الاقتصاد الرقمي هو المستقبل وهو الذي سيحقق لكم أرباح هائلة جداً وتحقيق ملايين في وقت قصير مقارنة بالاقتصاد التقليدي.